فصل: تفسير الآية رقم (33)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين ***


تفسير الآية رقم ‏[‏114‏]‏

‏{‏وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ ‏(‏114‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَقَدْ مَنَنَّا على موسى وهارون‏}‏ بالنبوّة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏115‏]‏

‏{‏وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ‏(‏115‏)‏‏}‏

‏{‏ونجيناهما وَقَوْمَهُمَا‏}‏ بني إسرائيل ‏{‏مِنَ الكرب العظيم‏}‏ أي استعباد فرعون إياهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏116‏]‏

‏{‏وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ‏(‏116‏)‏‏}‏

‏{‏ونصرناهم‏}‏ على القبط ‏{‏فَكَانُواْ هُمُ الغالبين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏117‏]‏

‏{‏وَآَتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ ‏(‏117‏)‏‏}‏

‏{‏وءاتيناهما الكتاب المستبين‏}‏ البليغ البيان فيما أتى به من الحدود والأحكام وغيرها وهو التوراة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏118‏]‏

‏{‏وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ‏(‏118‏)‏‏}‏

‏{‏وهديناهما الصراط‏}‏ الطريق ‏{‏المستقيم‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏119‏]‏

‏{‏وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآَخِرِينَ ‏(‏119‏)‏‏}‏

‏{‏وَتَرَكْنَا‏}‏ أبقينا ‏{‏عَلَيْهِمَا فِى الأخرين‏}‏ ثناء حسناً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏120‏]‏

‏{‏سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ ‏(‏120‏)‏‏}‏

‏{‏سلام‏}‏ منا ‏{‏على موسى وهارون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏121‏]‏

‏{‏إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ‏(‏121‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّا كذلك‏}‏ كما جزيناهما ‏{‏نَجْزِى المحسنين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏122‏]‏

‏{‏إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ‏(‏122‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا المؤمنين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏123‏]‏

‏{‏وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ‏(‏123‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنَّ إِلْيَاسَ‏}‏ بالهمزة أوّله وتركه ‏{‏لَمِنَ المرسلين‏}‏ قيل هو ابن أخي هارون أخي موسى وقيل غيره، أُرْسِلَ إلى قوم ببعلبك ونواحيها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏124‏]‏

‏{‏إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ ‏(‏124‏)‏‏}‏

‏{‏إِذْ‏}‏ منصوب باذكر مقدّراً ‏{‏قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ‏}‏ الله‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏125‏]‏

‏{‏أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ‏(‏125‏)‏‏}‏

‏{‏أَتَدْعُونَ بَعْلاً‏}‏ اسم صنم لهم من ذهب، وبه سمي البلد أيضاً مضافاً إلى بك‏:‏ أي أتعبدونه ‏{‏وَتَذَرُونَ‏}‏ تتركون ‏{‏أَحْسَنَ الخالقين‏}‏ فلا تعبدونه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏126‏]‏

‏{‏اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ‏(‏126‏)‏‏}‏

‏{‏الله رَبَّكُمْ وَرَبَّ ءَابَآئِكُمُ الأولين‏}‏ برفع الثلاثة على إضمار هو، وبنصبها على البدل من أحسن‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏127‏]‏

‏{‏فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ‏(‏127‏)‏‏}‏

‏{‏فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ‏}‏ في النار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏128‏]‏

‏{‏إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ‏(‏128‏)‏‏}‏

‏{‏إِلاَّ عِبَادَ الله المخلصين‏}‏ أي المؤمنين منهم فإنهم نجوا منها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏129‏]‏

‏{‏وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ ‏(‏129‏)‏‏}‏

‏{‏وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى الأخرين‏}‏ ثناء حسناً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏130‏]‏

‏{‏سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ‏(‏130‏)‏‏}‏

‏{‏سلام‏}‏ منا ‏{‏على إِلْ يَاسِينَ‏}‏ قيل هو ‏(‏إلياس‏)‏ المتقدّم ذكره، وقيل‏:‏ هو ومن أمن معه فجمعوا معه تغليباً، كقولهم للمهلب وقومه‏:‏ المهلبون، وعلى قراءة ‏(‏آل ياسين‏)‏ بالمدّ أي أهله‏:‏ المراد به إلياس أيضاً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏131‏]‏

‏{‏إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ‏(‏131‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّا كذلك‏}‏ كما جزيناه ‏{‏نَجْزِى المحسنين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏132‏]‏

‏{‏إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ‏(‏132‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المؤمنين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏133‏]‏

‏{‏وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ‏(‏133‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ المرسلين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏134‏]‏

‏{‏إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ‏(‏134‏)‏‏}‏

اذكر ‏{‏إِذْ نجيناه وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏135‏]‏

‏{‏إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ‏(‏135‏)‏‏}‏

‏{‏إِلاَّ عَجُوزاً فِى الغابرين‏}‏ أي الباقين في العذاب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏136‏]‏

‏{‏ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ ‏(‏136‏)‏‏}‏

‏{‏ثُمَّ دَمَّرْنَا‏}‏ أهلكنا ‏{‏الأخرين‏}‏ كفار قومه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏137‏]‏

‏{‏وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ ‏(‏137‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ‏}‏ على آثارهم ومنازلهم في أسفاركم ‏{‏مُّصْبِحِينَ‏}‏ أي وقت الصباح يعني بالنهار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏138‏]‏

‏{‏وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ‏(‏138‏)‏‏}‏

‏{‏وباليل أَفَلاَ تَعْقِلُونَ‏}‏ يا أهل مكة ما حلّ بهم فتعتبرون به‏؟‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏139‏]‏

‏{‏وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ‏(‏139‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ المرسلين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏140‏]‏

‏{‏إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ‏(‏140‏)‏‏}‏

‏{‏إِذْ أَبَقَ‏}‏ هرب ‏{‏إِلَى الفلك المشحون‏}‏ السفينة المملوءة حين غاضبَ قومه لما لم ينزل بهم العذاب الذي وعدهم به، فركب السفينة فوقفت في لجة البحر، فقال الملاحون‏:‏ هنا عبد آبق من سيده تظهره القرعة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏141‏]‏

‏{‏فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ‏(‏141‏)‏‏}‏

‏{‏فَسَاهَمَ‏}‏ قارع أهل السفينة ‏{‏فَكَانَ مِنَ المدحضين‏}‏ المغلوبين بالقرعة، فألقوه في البحر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏142‏]‏

‏{‏فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ‏(‏142‏)‏‏}‏

‏{‏فالتقمه الحوت‏}‏ ابتلعه ‏{‏وَهُوَ مُلِيمٌ‏}‏ أي آت بما يلام من ذهابه إلى البحر وركوبه السفينة بلا إذن من ربه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏143‏]‏

‏{‏فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ‏(‏143‏)‏‏}‏

‏{‏فَلَوْلآ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المسبحين‏}‏ الذاكرين بقوله كثيراً في بطن الحوت ‏{‏لآ إله إلآ أَنتَ سبحانك إنِّي كُنتُ مِنَ الظالمين‏}‏ ‏[‏87‏:‏ 21‏]‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏144‏]‏

‏{‏لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ‏(‏144‏)‏‏}‏

‏{‏لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ‏}‏ لصار بطن الحوت قبراً له إلى يوم القيامة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏145‏]‏

‏{‏فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ‏(‏145‏)‏‏}‏

‏{‏فنبذناه‏}‏ أي ألقيناه من بطن الحوت ‏{‏بالعرآء‏}‏ بوجه الأرض‏:‏ أي بالساحل من يومه أو بعد ثلاثة أو سبعة أيام أو عشرين أو أربعين يوماً ‏{‏وَهُوَ سَقِيمٌ‏}‏ عليل كالفرخ الممعط‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏146‏]‏

‏{‏وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ‏(‏146‏)‏‏}‏

‏{‏وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ‏}‏ وهي القرع تظله بساق على خلاف العادة في القرع معجزة له، وكانت تأتيه وعلة صباحاً ومساء ويشرب من لبنها حتى قوي‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏147‏]‏

‏{‏وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ‏(‏147‏)‏‏}‏

‏{‏وأرسلناه‏}‏ بعد ذلك كقبله إلى قومه بنينوى من أرض الموصل ‏{‏إلى مَاْئَةِ أَلْفٍ أَوْ‏}‏ بل ‏{‏يَزِيدُونَ‏}‏ عشرين أو ثلاثين أو سبعين ألفاً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏148‏]‏

‏{‏فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ‏(‏148‏)‏‏}‏

‏{‏فَئَامِنُواْ‏}‏ عند معاينة العذاب الموعودين به ‏{‏فمتعناهم‏}‏ أي أبقيناهم ممتعين بمالهم ‏{‏إلى حِينٍ‏}‏ تنقضي آجالهم فيه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏149‏]‏

‏{‏فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ‏(‏149‏)‏‏}‏

‏{‏فاستفتهم‏}‏ استخبر كفار مكة توبيخاً لهم ‏{‏أَلِرَبِّكَ البنات‏}‏ بزعمهم أن الملائكة بنات الله ‏{‏وَلَهُمُ البنون‏}‏ فيختصون بالأسنى‏؟‏

تفسير الآية رقم ‏[‏150‏]‏

‏{‏أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ ‏(‏150‏)‏‏}‏

‏{‏أَمْ خَلَقْنَا الملائكة إناثا وَهُمْ شاهدون‏}‏ خلقنا فيقولون ذلك‏؟‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏151‏]‏

‏{‏أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ‏(‏151‏)‏‏}‏

‏{‏أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ‏}‏ كذبهم ‏{‏لَيَقُولُونَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏152‏]‏

‏{‏وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ‏(‏152‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَدَ الله‏}‏ بقولهم‏:‏ الملائكة بنات الله ‏{‏وَإِنَّهُمْ لكاذبون‏}‏ فيه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏153‏]‏

‏{‏أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ‏(‏153‏)‏‏}‏

‏{‏اصطفى‏}‏ بفتح الهمزة للاستفهام، واستغنى بها عن همزة الوصل فحذفت، أي اختار ‏{‏البنات عَلَى البنين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏154‏]‏

‏{‏مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ‏(‏154‏)‏‏}‏

‏{‏مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ‏}‏ هذَا الحكم الفاسد‏؟‏

تفسير الآية رقم ‏[‏155‏]‏

‏{‏أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ‏(‏155‏)‏‏}‏

‏{‏أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ‏}‏ بإدغام التاء في الذال، أنه سبحانه وتعالى منزّه عن الولد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏156‏]‏

‏{‏أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ ‏(‏156‏)‏‏}‏

‏{‏أَمْ لَكُمْ سلطان مُّبِينٌ‏}‏ حجة واضحة أن لله ولداً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏157‏]‏

‏{‏فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ‏(‏157‏)‏‏}‏

‏{‏فَأْتُواْ بكتابكم‏}‏ التوراة فأروني ذلك فيه ‏{‏إِن كُنتُمْ صادقين‏}‏ في قولكم ذلك‏.‏

تفسير الآيات رقم ‏[‏158- 158‏]‏

‏{‏وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ‏(‏158‏)‏‏}‏

‏{‏وَجَعَلُواْ‏}‏ أي المشركين ‏{‏بَيْنَهُ‏}‏ تعالى ‏{‏وَبَيْنَ الجنة‏}‏ أي الملائكة لاجتنابهم عن الأبصار ‏{‏نَسَباً‏}‏ بقولهم إنها بنات الله ‏{‏وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجنة إِنَّهُمْ‏}‏ أي قائلي ذلك ‏{‏لَمُحْضَرُونَ‏}‏ للنار يعذبون فيها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏159‏]‏

‏{‏سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ‏(‏159‏)‏‏}‏

‏{‏سبحان الله‏}‏ تنزيهاً له ‏{‏عَمَّا يَصِفُونَ‏}‏ بأن لله ولداً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏160‏]‏

‏{‏إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ‏(‏160‏)‏‏}‏

‏{‏إِلاَّ عِبَادَ الله المخلصين‏}‏ أي المؤمنين استثناء منقطع أي فإنهم ينزِّهون الله تعالى عما يصفه هؤلاء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏161‏]‏

‏{‏فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ‏(‏161‏)‏‏}‏

‏{‏فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ‏}‏ من الأصنام‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏162‏]‏

‏{‏مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ‏(‏162‏)‏‏}‏

‏{‏مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ‏}‏ أي على معبودكم، وعليه متعلق بقوله ‏{‏بفاتنين‏}‏ أي أحداً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏163‏]‏

‏{‏إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ‏(‏163‏)‏‏}‏

‏{‏إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الجحيم‏}‏ في علم الله تعالى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏164‏]‏

‏{‏وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ‏(‏164‏)‏‏}‏

قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏وَمَا مِنَّآ‏}‏ معشر الملائكة أحدٌ ‏{‏إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ‏}‏ في السموات يعبد الله فيه لا يتجاوزه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏165‏]‏

‏{‏وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ‏(‏165‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنَّا لَنَحْنُ الصآفون‏}‏ أقدامنا في الصلاة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏166‏]‏

‏{‏وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ‏(‏166‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنَّا لَنَحْنُ المسبحون‏}‏ المنزِّهون الله عما لا يليق به‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏167‏]‏

‏{‏وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ ‏(‏167‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنْ‏}‏ مخففة من الثقيلة ‏{‏كَانُواْ‏}‏ أي كفار مكة ‏{‏لَيَقُولُونَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏168‏]‏

‏{‏لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ ‏(‏168‏)‏‏}‏

‏{‏لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً‏}‏ كتاباً ‏{‏مِّنَ الأولين‏}‏ أي من كتب الأمم الماضية‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏169‏]‏

‏{‏لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ‏(‏169‏)‏‏}‏

‏{‏لَكُنَّا عِبَادَ الله المخلصين‏}‏ العبادة له‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏170‏]‏

‏{‏فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ‏(‏170‏)‏‏}‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَكَفَرُواْ بِهِ‏}‏ أي بالكتاب الذي جاءهم وهو القرآن الأشرف من تلك الكتب ‏{‏فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ‏}‏ عاقبة كفرهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏171‏]‏

‏{‏وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ‏(‏171‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا‏}‏ بالنصر ‏{‏لِعِبَادِنَا المرسلين‏}‏ وهي ‏{‏لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى‏}‏ ‏[‏21‏:‏ 58‏]‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏172‏]‏

‏{‏إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ‏(‏172‏)‏‏}‏

أو هي قوله‏:‏ ‏{‏إِنَّهُمْ لَهُمُ المنصورون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏173‏]‏

‏{‏وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ‏(‏173‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنَّ جُندَنَا‏}‏ أي المؤمنين ‏{‏لَهُمُ الغالبون‏}‏ للكفار بالحجة والنصرة عليهم في الدنيا، وإن لم ينتصر بعض منهم في الدنيا ففي الآخرة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏174‏]‏

‏{‏فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ‏(‏174‏)‏‏}‏

‏{‏فَتَوَلَّ عَنْهُمْ‏}‏ أي أعرض عن كفار مكة ‏{‏حتى حِينٍ‏}‏ تؤمر فيه بقتالهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏175‏]‏

‏{‏وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ‏(‏175‏)‏‏}‏

‏{‏وَأَبْصِرْهُمْ‏}‏ إذا نزل بهم العذاب ‏{‏فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ‏}‏ عاقبة كفرهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏176‏]‏

‏{‏أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ‏(‏176‏)‏‏}‏

فقالوا استهزاء‏:‏ متى نزول هذا العذاب‏؟‏ قال تعالى تهديداً لهم‏.‏ ‏{‏أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ‏}‏‏؟‏

تفسير الآية رقم ‏[‏177‏]‏

‏{‏فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ ‏(‏177‏)‏‏}‏

‏{‏فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ‏}‏ بفنائهم‏.‏ قال الفراء‏:‏ العرب تكتفي بذكر الساحة عن القوم ‏{‏فَسآءَ‏}‏ بئس صباحاً ‏{‏صَبَاحُ المنذرين‏}‏ فيه إقامة الظاهر مقام المضمر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏178‏]‏

‏{‏وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ‏(‏178‏)‏‏}‏

‏{‏وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حتى حِينٍ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏179‏]‏

‏{‏وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ‏(‏179‏)‏‏}‏

‏{‏وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ‏}‏ كرّر تأكيداً لتهديدهم وتسلية له صلى الله عليه وسلم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏180‏]‏

‏{‏سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ‏(‏180‏)‏‏}‏

‏{‏سبحان رَبِّكَ رَبِّ العزة‏}‏ الغلبة ‏{‏عَمَّا يَصِفُونَ‏}‏ بأن له ولداً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏181‏]‏

‏{‏وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ‏(‏181‏)‏‏}‏

‏{‏وسلام على المرسلين‏}‏ المبلِّغين عن الله التوحيد والشرائع‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏182‏]‏

‏{‏وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ‏(‏182‏)‏‏}‏

‏{‏والحمد للَّهِ رَبِّ العالمين‏}‏ على نصرهم وهلاك الكافرين‏.‏

سورة ص

تفسير الآية رقم ‏[‏1‏]‏

‏{‏ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ ‏(‏1‏)‏‏}‏

‏{‏ص‏}‏ الله أعلم بمراده به ‏{‏والقرءان ذِى الذكر‏}‏ أي البيان أو الشرف، وجواب هذا القسم محذوف أي ما الأمر كما قال كفار مكة من تعدّد الآلهة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏2‏]‏

‏{‏بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ‏(‏2‏)‏‏}‏

‏{‏بَلِ الذين كَفَرُواْ‏}‏ من أهل مكة ‏{‏فِى عِزَّةٍ‏}‏ حمية وتكبر عن الإِيمان ‏{‏وَشِقَاقٍ‏}‏ خلاف وعداوة للنبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏كَمْ‏}‏ أي كثيراً ‏{‏أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ‏}‏ أي أمّة من الأمم الماضية ‏{‏فَنَادَوْاْ‏}‏ حين نزول العذاب بهم ‏{‏وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ‏}‏ أي ليس الحين حين فرار، والتاء زائدة، والجملة حال من فاعل «نادوْا» أي استغاثوا والحال أن لا مهرب ولا منجى، وما اعتبر بهم كفار مكة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏4‏]‏

‏{‏وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ‏(‏4‏)‏‏}‏

‏{‏وَعَجِبُواْ أَن جَآءَهُم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ‏}‏ رسول من أنفسهم ينذرهم ويخوّفهم النار بعد البعث وهو النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏وَقَالَ الكافرون‏}‏ فيه وضع الظاهر موضع المضمر ‏{‏هذا ساحر كَذَّابٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏أَجَعَلَ الألهة إلها واحدا‏}‏ حيث قال لهم قولوا ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏ أي كيف يسع الخلق كلهم إله واحد ‏{‏إِنَّ هذا لَشَئ عُجَابٌ‏}‏ أي عجيب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

‏{‏وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ‏(‏6‏)‏‏}‏

‏{‏وانطلق الملأ مِنْهُمْ‏}‏ من مجلس اجتماعهم عند أبي طالب وسماعهم فيه من النبي صلى الله عليه وسلم قولوا‏:‏ لا إله إلا الله ‏{‏أَنِ امشوا‏}‏ أي يقول بعضهم لبعض‏:‏ امشوا ‏{‏وَاْصْبِرُواْ على ءَالِهَتِكُمْ‏}‏ اثبتوا على عبادتها ‏{‏إِنَّ هَذَا‏}‏ المذكور من التوحيد ‏{‏لَشَئ يُرَادُ‏}‏ منا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏7‏]‏

‏{‏مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآَخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ‏(‏7‏)‏‏}‏

‏{‏مَّا سَمِعْنَا بهذا فِى الملة الأخرة‏}‏ أي ملة عيسى ‏{‏إن‏}‏ ما ‏{‏هاذآ إِلاَّ اختلاق‏}‏ كذب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏8‏]‏

‏{‏أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ‏(‏8‏)‏‏}‏

‏{‏أَءُنزِلَ‏}‏ بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركه ‏{‏عَلَيْهِ‏}‏ على محمد صلى الله عليه وسلم ‏{‏الذكر‏}‏ القرآن ‏{‏مّن بَيْنِنَا‏}‏ وليس بأكبرنا ولا أشرفنا‏؟‏ أي لم يُنْزَلُ عليه‏؟‏ قال تعالى ‏{‏بْل هُمْ فَى شَكٍّ مِّن ذِكْرِى‏}‏ وحيي‏:‏ أي القرآن، حيث كذبوا الجائي به ‏{‏بَل لَّمَّا‏}‏ لم ‏{‏يَذُوقُواْ عَذَابِ‏}‏ ولو ذاقوه لصدّقوا النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ولا ينفعهم التصديق حينئذ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏9‏]‏

‏{‏أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ‏(‏9‏)‏‏}‏

‏{‏أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ العزيز‏}‏ الغالب ‏{‏الوهاب‏}‏ من النبوّة وغيرها فيعطونها من شاؤوا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏أَمْ لَهُم مٌّلْكُ السموات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا‏}‏ إن زعموا ذلك ‏{‏فَلْيَرْتَقُواْ فِى الأسباب‏}‏ الموصلة إلى السماء فيأتوا بالوحي فيخصوا به مَن شاؤوا‏.‏ وأَمْ في الموضعين بمعنى همزة الإِنكار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏11‏]‏

‏{‏جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ ‏(‏11‏)‏‏}‏

‏{‏جُندٌ مَّا‏}‏ أي جندهم حقير جند ‏{‏هُنَالِكَ‏}‏ أي في تكذيبهم لك ‏{‏مَهْزُومٌ‏}‏ صفة جند» ‏{‏مّن الاحزاب‏}‏ صفة «جند» أيضاً‏:‏ أي كالأجناد من جنس الأحزاب المتحزبين على الأنبياء قبلك، وأولئك قد قُهروا وأُهلكوا، فكذا نهلك هؤلاء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ ‏(‏12‏)‏‏}‏

‏{‏كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ‏}‏ تأنيث قوم باعتبار المعنى ‏{‏وَعَادٌ وفِرْعَوْنُ ذُو الأوتاد‏}‏ كان يَتِدُ لكلّ من يغضب عليه أربعة أوتاد يشدّ إليها يديه ورجليه ويعذبه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ ‏(‏13‏)‏‏}‏

‏{‏وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وأصحاب لئَيْكَةِ‏}‏ أي الغيضة وهم قوم شعيب عليه السلام ‏{‏أولئك الأحزاب‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏إن‏}‏ ما ‏{‏كُلٌّ‏}‏ من الأحزاب ‏{‏إِلاَّ كَذَّبَ الرسل‏}‏ لأنهم إذا كذبوا واحداً منهم فقد كذبوا جميعهم، لأنّ دعوتهم واحدة، وهي دعوة التوحيد ‏{‏فَحَقَّ‏}‏ وجب ‏{‏عِقَابِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏15‏]‏

‏{‏وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ ‏(‏15‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَا يَنظُرُ‏}‏ ينتظر ‏{‏هؤلاءآء‏}‏ أي كفار مكة ‏{‏إِلاَّ صَيْحَةً واحدة‏}‏، هي نفخة القيامة تحلّ بهم العذاب ‏{‏مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ‏}‏ بفتح الفاء وضمها‏:‏ رجوع‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏16‏]‏

‏{‏وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ ‏(‏16‏)‏‏}‏

‏{‏وَقَالُواْ‏}‏ لما نزل ‏{‏فأما من أوتي كتابه بيمينه‏}‏ ‏[‏19‏:‏ 69‏]‏ الخ ‏{‏رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا‏}‏ أي كتاب أعمالنا من ‏(‏قطَّ الشيء‏)‏ إذا قطعه، ومعروف في اللغة أن يقال للنصيب ‏(‏قِطَّ‏)‏ ‏{‏قَبْلَ يَوْمِ الحساب‏}‏ قالوا ذلك استهزاء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ‏(‏17‏)‏‏}‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏اصبر على مَا يَقُولُونَ واذكر عَبْدَنَا دَاوُدُ ذَا الأيد‏}‏ أي القوّة في العبادة‏:‏ كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ويقوم نصف الليل وينام ثلثه ويقوم سدسه ‏{‏إِنَّهُ أَوَّابٌ‏}‏ رجّاع إلى مرضاة الله‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏18‏]‏

‏{‏إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ‏(‏18‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّا سَخَّرْنَا الجبال مَعَهُ يُسَبِّحْنَ‏}‏ بتسبيحه ‏{‏بالعشى‏}‏ وقت صلاة العشاء ‏{‏والإشراق‏}‏ وقت صلاة الضحى‏:‏ وهو أن تشرق الشمس ويتناهى ضوؤها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏وَ‏}‏ سخرنا ‏{‏الطير مَحْشُورَةً‏}‏ مجموعة إليه تسبح معه ‏{‏كُلٌّ‏}‏ من الجبال والطير ‏{‏لَّهُ أَوَّابٌ‏}‏ رجَّاع إلى طاعته بالتسبيح‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏20‏]‏

‏{‏وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ‏(‏20‏)‏‏}‏

‏{‏وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ‏}‏ قوّيناه بالحرس والجنود، وكان يحرس محرابه في كل ليلة ثلاثون ألف رجل ‏{‏وءاتيءناه الحكمة‏}‏ النبوّة والإِصابة في الأمور ‏{‏وَفَصْلَ الخطاب‏}‏ البيان الشافي في كل قصد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏21‏]‏

‏{‏وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ‏(‏21‏)‏‏}‏

‏{‏وَهَلْ‏}‏ معنى الاستفهام هنا التعجيب والتشويق إلى استماع ما بعده ‏{‏ءاتَاكَ‏}‏ يا محمد صلى الله عليه وسلم ‏{‏نَبَؤُا الخصم إِذْ تَسَوَّرُوا المحراب‏}‏ محراب داود‏؟‏ أي مسجده، حيث منعوا الدخول عليه من الباب لشغله بالعبادة، أي خبرهم وقصتهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏إِذْ دَخَلُواْ على دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُواْ لاَ تَخَفْ‏}‏ نحن ‏{‏خَصْمَانِ‏}‏ قيل فريقان ليطابق ما قبله من ضمير الجمع‏.‏ وقيل اثنان، والضمير بمعناهما، والخصم يطلق على الواحد وأكثر وهما ملكان جاءا في صورة خصمين وقع لهما ما ذكر على سبيل الفرض لتنبيه داود عليه السلام على ما وقع منه، وكان له تسع وتسعون امرأة وطلب امرأة شخص ليس له غيرها وتزوّجها ودخل بها ‏{‏بغى بَعْضُنَا على بَعْضٍ فاحكم بَيْنَنَا بالحق وَلاَ تُشْطِطْ‏}‏ تَجُرْ ‏{‏واهدنآ‏}‏ أرشدنا ‏{‏إلى سَوَآءِ الصراط‏}‏ وسط الطريق الصواب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏23‏]‏

‏{‏إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ‏(‏23‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ هَذآ أَخِى‏}‏ أي على ديني ‏{‏لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً‏}‏ يعبر بها عن المرأة ‏{‏وَلِىَ نَعْجَةٌ واحدة فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا‏}‏ أي اجعلني كافلها ‏{‏وَعَزَّنِى‏}‏ غلبني ‏{‏فِى الخطاب‏}‏ أي الجدال وأقرّه الآخر على ذلك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏24‏]‏

‏{‏قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ‏(‏24‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ‏}‏ ليضمَّها ‏{‏إلى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ الخلطآء‏}‏ الشركاء ‏{‏لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ إلاَّ الذين ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصالحات وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ‏}‏ «ما» لتأكيد القلة، فقال الملكان صاعدين في صورتيهما إلى السماء‏:‏ قضى الرجل على نفسه، فتنبه داود‏.‏ قال تعالى‏؟‏ ‏{‏وَظَنَّ‏}‏ أي أيقن ‏{‏دَاوُدُ أَنَّمَا فتناه‏}‏ أوقعناه في فتنة‏:‏ أي بلية بمحبته تلك المرأة ‏{‏فاستغفر رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً‏}‏ أي ساجداً ‏{‏وَأَنَابَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏25‏]‏

‏{‏فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ ‏(‏25‏)‏‏}‏

‏{‏فَغَفَرْنَا لَهُ ذلك وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لزلفى‏}‏ أي زيادة خير في الدنيا ‏{‏وَحُسْنَ مَئَابٍ‏}‏ مرجع في الآخرة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏26‏]‏

‏{‏يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ‏(‏26‏)‏‏}‏

‏{‏مَئَابٍ ياداود إِنَّا جعلناك خَلِيفَةً فِى الأرض‏}‏ تدبر أمر الناس ‏{‏فاحكم بَيْنَ الناس بالحق وَلاَ تَتَّبِعِ الهوى‏}‏ أي هوى النفس ‏{‏فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ الله‏}‏ أي عن الدلائل الدالة على توحيده ‏{‏إِنَّ الذين يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ الله‏}‏ أي عن الإِيمان بالله ‏{‏لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُواْ‏}‏ بنسيانهم ‏{‏يَوْمِ الحساب‏}‏ المرتب عليه تركهم الإِيمان، ولو أيقنوا بيوم الحساب لآمنوا في الدنيا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏27‏]‏

‏{‏وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ‏(‏27‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَا خَلَقْنَا السمآء والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا باطلا‏}‏‏.‏ أي عبثاً ‏{‏ذلك‏}‏ أي خلق ما ذكر لا لشيء ‏{‏ظَنُّ الذين كَفَرُواْ‏}‏ من أهل مكة ‏{‏فَوَيْلٌ‏}‏ وادٍ ‏{‏لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ النار‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏28‏]‏

‏{‏أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ‏(‏28‏)‏‏}‏

‏{‏أَمْ نَجْعَلُ الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات كالمفسدين فِى الأرض أَمْ نَجْعَلُ المتقين كالفجار‏}‏ نزل لما قال كفار مكة للمؤمنين‏:‏ إنا نعطى في الآخرة مثل ما تعطون‏.‏ و«أم» بمعنى همزة الإِنكار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏29‏]‏

‏{‏كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ‏(‏29‏)‏‏}‏

‏{‏كِتَابٌ‏}‏ خبر مبتدأ محذوف أي هذا ‏{‏أنزلناه إِلَيْكَ مبارك لّيَدَّبَّرُواْ‏}‏ أصله ليتدبروا أدغمت التاء في الدال ‏{‏ءاياته‏}‏ ينظروا في معانيها فيؤمنوا ‏{‏وَلِيَتَذَكَّرَ‏}‏ يتعظ ‏{‏أُوْلُواْ الالباب‏}‏ أصحاب العقول‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏30‏]‏

‏{‏وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ‏(‏30‏)‏‏}‏

‏{‏وَوَهَبْنَا وَوَرِثَ سليمان‏}‏ ابنه ‏{‏نِعْمَ العبد‏}‏ أي سليمان ‏{‏إِنَّهُ أَوَّابٌ‏}‏ رجّاع في التسبيح والذكر في جميع الأوقات‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏31‏]‏

‏{‏إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ‏(‏31‏)‏‏}‏

‏{‏إِذْ عُرِضَ بالعشى‏}‏ هو ما بعد الزوال ‏{‏الصافنات‏}‏ الخيل‏:‏ جمع صافنة، وهي القائمة على ثلاث وإقامة الأخرى على طرف الحافر، وهو من صفن يصفن صفونا ‏{‏الجياد‏}‏ جمع جواد وهو السابق‏:‏ المعنى أنها إذا استوقفت سكنت، وإن ركضت سبقت، وكانت ألف فرس عرضت عليه بعد أن صلى الظهر لإِرادته الجهاد عليها لعدوّ، فعند بلوغ العرض منها تسعمائة غربت الشمس ولم يكن صلى العصر فاغتمّ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏32‏]‏

‏{‏فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ‏(‏32‏)‏‏}‏

‏{‏فَقَالَ إِنِّى أَحْبَبْتُ‏}‏ أي أردت ‏{‏حُبَّ الخير‏}‏ أي الخيل ‏{‏عَن ذِكْرِ رَبِّى‏}‏ أي صلاة العصر ‏{‏حتى تَوَارَتْ‏}‏ أي الشمس ‏{‏بالحجاب‏}‏ أي استترت بما يحجبها عن الأبصار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏33‏]‏

‏{‏رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ‏(‏33‏)‏‏}‏

‏{‏رُدُّوهَا عَلَىَّ‏}‏ أي الخيل المعروضة فردّوها ‏{‏فَطَفِقَ مَسْحاً‏}‏ بالسيف ‏{‏بالسوق‏}‏ جمع ساق ‏{‏والأعناق‏}‏ أي ذبحها وقطع أرجلها تقرّباً إلى الله تعالى حيث اشتغل بها عن الصلاة وتصدّق بلحمها فعوّضه الله تعالى خيراً منها وأسرع، وهي الريح تجري بأمره كيف شاء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏34‏]‏

‏{‏وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ‏(‏34‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَقَدْ فَتَنَّا سليمان‏}‏ ابتليناه بسلب ملكه وذلك لتزوّجه بامرأة هواها وكانت تعبد الصنم في داره من غير علمه، وكان ملكه في خاتمه فنزعه مرة عند إرادة الخلاء ووضعه عند امرأته المسماة بالأمينة على عادته فجاءها جنّيّ في صورة سليمان فأخذه منها ‏{‏وَأَلْقَيْنَا على كُرْسِيِّهِ جَسَداً‏}‏ هو ذلك الجني وهو ‏(‏صخر‏)‏ أو غيره‏:‏ جلس على كرسي سليمان وعكفت عليه الطير وغيرها فخرج سليمان في غير هيئته فرآه على كرسيه وقال للناس‏:‏ أنا سليمان فأنكروه ‏{‏ثُمَّ أَنَابَ‏}‏ رجع سليمان إلى ملكه بعد أيام بأن وصل إلى الخاتم فلبسه وجلس على كرسيه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏35‏]‏

‏{‏قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ‏(‏35‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ رَبِّ اغفر لِى وَهَبْ لِى مُلْكاً لاَّ يَنبَغِى‏}‏ لا يكون ‏{‏لاِحَدٍ مِّن بَعْدِى‏}‏ أي سواي، نحو ‏{‏فمن يهديه من بعد الله‏}‏ ‏[‏23‏:‏ 45‏]‏ أي سوى الله ‏{‏إِنَّكَ أَنتَ الوهاب‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏36‏]‏

‏{‏فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ‏(‏36‏)‏‏}‏

‏{‏فَسَخَّرْنَا لَهُ الريح تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخآءً‏}‏ لينة ‏{‏حَيْثُ أَصَابَ‏}‏ أراد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏37‏]‏

‏{‏وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ‏(‏37‏)‏‏}‏

‏{‏والشياطين كُلَّ بَنَّآءٍ‏}‏ يبني الأبنية ‏{‏وَغَوَّاصٍ‏}‏ في البحر يستخرج اللؤلؤ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏38‏]‏

‏{‏وَآَخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ‏(‏38‏)‏‏}‏

‏{‏وَءَاخَرِينَ‏}‏ منهم ‏{‏مُقَرَّنِينَ‏}‏ مشدودين ‏{‏فِى الأصفاد‏}‏ القيود بجمع أيديهم إلى أعناقهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏39‏]‏

‏{‏هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ‏(‏39‏)‏‏}‏

وقلنا له‏:‏ ‏{‏هذا عَطَآؤُنَا فامنن‏}‏ أعط منه من شئت ‏{‏أَوْ أَمْسِكْ‏}‏ عن الإِعطاء ‏{‏بِغَيْرِ حِسَابٍ‏}‏ أي لا حساب عليك في ذلك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏40‏]‏

‏{‏وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ ‏(‏40‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لزلفى وَحُسْنَ مَئَابٍ‏}‏ تقدم مثله‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏41‏]‏

‏{‏وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ‏(‏41‏)‏‏}‏

‏{‏واذكر عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّى‏}‏ أي بأني ‏{‏مَسَّنِىَ الشيطان بِنُصْبٍ‏}‏ بضرّ ‏{‏وَعَذَابٍ‏}‏ ألم، ونسب ذلك إلى الشيطان وإن كانت الأشياء كلها من الله تأدّباً معه تعالى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏42‏]‏

‏{‏ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ‏(‏42‏)‏‏}‏

وقيل له‏:‏ ‏{‏اركض‏}‏ اضرب ‏{‏بِرِجْلِكَ‏}‏ الأرض، فضرب فنبعت عين ماء، فقيل ‏{‏هذا مُغْتَسَلٌ‏}‏ ماء تغتسل به ‏{‏بَارِدٌ وَشَرَابٌ‏}‏ تشرب منه، فاغتسل وشرب فذهب عنه كل داء كان بباطنه وظاهره‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏43‏]‏

‏{‏وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ‏(‏43‏)‏‏}‏

‏{‏وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ‏}‏ أي أحيا الله له من مات من أولاده ورزقه مثلهم ‏{‏رَحْمَةً‏}‏ نعمة ‏{‏مِّنَّا وذكرى‏}‏ عظة ‏{‏لأُوْلِى الألباب‏}‏ لأصحاب العقول‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏44‏]‏

‏{‏وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ‏(‏44‏)‏‏}‏

‏{‏وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً‏}‏ هو حزمة من حشيش أو قضبان ‏{‏فاضرب بِّهِ‏}‏ زوجتك، وكان قد حلف ليضربنّها مائة ضربة لإِبطائها عليه يوماً ‏{‏وَلاَ تَحْنَثْ‏}‏ بترك ضربها، فأخذ مائة عود من الإِذخر أو غيره فضربها به ضربة واحدة ‏{‏إِنَّا وجدناه صَابِراً نِّعْمَ العبد‏}‏ أيوب ‏{‏إِنَّهُ أَوَّابٌ‏}‏ رجّاع إلى الله تعالى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏45‏]‏

‏{‏وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ ‏(‏45‏)‏‏}‏

‏{‏واذكر عِبَادَنَا إبراهيم وإسحاق وَيَعْقُوبَ أُوْلِى الأيدى‏}‏ أصحاب القوى في العبادة ‏{‏والأبصار‏}‏ البصائر في الدين‏.‏ وفي قراءة «عَبْدَنَا» وإبراهيم بيان له، وما بعده عطف على عبدنا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏46‏]‏

‏{‏إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ‏(‏46‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّآ أخلصناهم بِخَالِصَةٍ‏}‏ هي ‏{‏ذِكْرَى الدار‏}‏ الآخرة، أي ذكرها والعمل لها‏.‏ وفي قراءة‏:‏ بالإِضافة وهي للبيان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏47‏]‏

‏{‏وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ‏(‏47‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ المصطفين‏}‏ المختارين ‏{‏الأخيار‏}‏ جمع «خيّر» بالتشديد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏48‏]‏

‏{‏وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ ‏(‏48‏)‏‏}‏

‏{‏واذكر إسماعيل واليسع‏}‏ هو نبيّ، واللام زائدة ‏{‏وَذَا الكفل‏}‏ اختلف في نبوَّته، قيل‏:‏ كفل مائة نبيّ فرّوا إليه من القتل ‏{‏وَكُلٌّ‏}‏ أي كلهم ‏{‏مِّنَ الأخيار‏}‏ جمع «خيّر» بالتثقيل‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏49‏]‏

‏{‏هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ ‏(‏49‏)‏‏}‏

‏{‏هذا ذِكْرُ‏}‏ لهم بالثناء الجميل هنا ‏{‏وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ‏}‏ الشاملين لهم ‏{‏لَحُسْنَ مَئَابٍ‏}‏ مرجع في الآخرة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏50‏]‏

‏{‏جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ ‏(‏50‏)‏‏}‏

‏{‏جنات عَدْنٍ‏}‏ بدل أو عطف بيان ل «حسن مآب» ‏{‏مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأبواب‏}‏ منها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏51‏]‏

‏{‏مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ‏(‏51‏)‏‏}‏

‏{‏مُّتَّكِئِينَ فِيهَا‏}‏ على الأرائك ‏{‏يَدْعُونَ فِيهَا بفاكهة كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏52‏]‏

‏{‏وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ‏(‏52‏)‏‏}‏

‏{‏وَعِندَهُمْ قاصرات الطرف‏}‏ حابسات العين على أزواجهنّ ‏{‏أَتْرَابٌ‏}‏ أسنانهنّ واحدة‏:‏ وهي بنات ثلاث وثلاثين سنة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏53‏]‏

‏{‏هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ ‏(‏53‏)‏‏}‏

‏{‏هذا‏}‏ المذكور ‏{‏مَا تُوعَدُونَ‏}‏ بالغيبة وبالخطاب التفاتاً ‏{‏لِيَوْمِ الحساب‏}‏ أي لأجله‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏54‏]‏

‏{‏إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ ‏(‏54‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ هذا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ‏}‏ أي انقطاع والجملة حال من «رِزْقُنا» أو خبر ثان ل «أن» أي دائماً أو دائم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏55‏]‏

‏{‏هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآَبٍ ‏(‏55‏)‏‏}‏

‏{‏هذا‏}‏ المذكور للمؤمنين ‏{‏وَإِنَّ للطاغين‏}‏ مستأنف ‏{‏لَشَرَّ مَئَابٍ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏56‏]‏

‏{‏جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ‏(‏56‏)‏‏}‏

هو ‏{‏جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا‏}‏ يدخلونها ‏{‏فَبِئْسَ المهاد‏}‏ الفراش‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏57‏]‏

‏{‏هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ‏(‏57‏)‏‏}‏

‏{‏هذا‏}‏ أي العذاب المفهوم مما بعده ‏{‏فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ‏}‏ أي ماء حارّ محرق ‏{‏وَغَسَّاقٌ‏}‏ بالتخفيف والتشديد‏:‏ ماء يسيل من صديد أهل النار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏58‏]‏

‏{‏وَآَخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ‏(‏58‏)‏‏}‏

‏{‏وَءَاخَرُ‏}‏ بالجمع والإِفراد ‏{‏مِن شَكْلِهِ‏}‏ أي مثل المذكور من الحميم والغساق ‏{‏أزواج‏}‏ أصناف، أي عذابهم من أنواع مختلفة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏59‏]‏

‏{‏هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ ‏(‏59‏)‏‏}‏

ويقال لهم عند دخولهم النار بأتباعهم ‏{‏هذا فَوْجٌ‏}‏ جمع ‏{‏مُّقْتَحِمٌ‏}‏ داخل ‏{‏مَّعَكُمْ‏}‏ النار بشدّة فيقول المتبوعون ‏{‏لاَ مَرْحَباً بِهِمْ‏}‏ أي لا سعة عليهم ‏{‏إِنَّهُمْ صَالُو النار‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏60‏]‏

‏{‏قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ‏(‏60‏)‏‏}‏

‏{‏قَالُواْ‏}‏ أي الأتباع ‏{‏بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوه لَنَا‏}‏ أي الكفر ‏{‏فَبِئْسَ القرار‏}‏ لنا ولكم النار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏61‏]‏

‏{‏قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ‏(‏61‏)‏‏}‏

‏{‏قَالُواْ‏}‏ أيضاً ‏{‏رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هذا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً‏}‏ أي مثل عذابه على كفره ‏{‏فِى النار‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏62‏]‏

‏{‏وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ ‏(‏62‏)‏‏}‏

‏{‏وَقَالُواْ‏}‏ أي كفار مكة وهم في النار ‏{‏مَا لَنَا لاَ نرى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ‏}‏ في الدنيا ‏{‏مِّنَ الأشرار‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏63‏]‏

‏{‏أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ‏(‏63‏)‏‏}‏

‏{‏أتخذناهم سِخْرِيّاً‏}‏ بضم السين وكسرها‏:‏ أي كنا نسخر بهم في الدنيا، والياء للنسب‏:‏ أي أمفقودون هم‏؟‏ ‏{‏أَمْ زَاغَتْ‏}‏ مالت ‏{‏عَنْهُمُ الأبصار‏}‏ فلم نرهم‏؟‏ وهم فقراء المسلمين كعمار وبلال وصهيب وسلمان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏64‏]‏

‏{‏إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ‏(‏64‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ ذلك لَحَقٌّ‏}‏ واجب وقوعه وهو ‏{‏تَخَاصُمُ أَهْلِ النار‏}‏ كما تقدّم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏65‏]‏

‏{‏قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ‏(‏65‏)‏‏}‏

‏{‏قُلْ‏}‏ يا محمد لكفار مكة ‏{‏إِنَّمآ أَنَاْ مُنذِرٌ‏}‏ مخوّف بالنار ‏{‏وَمَا مِنْ إله إِلاَّ الله الواحد القهار‏}‏ لخلقه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏66‏]‏

‏{‏رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ‏(‏66‏)‏‏}‏

‏{‏رَبُّ السموات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا العزيز‏}‏ الغالب على أمره ‏{‏الغفار‏}‏ لأوليائه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏67‏]‏

‏{‏قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ‏(‏67‏)‏‏}‏

‏{‏قُلْ‏}‏ لهم ‏{‏هُوَ نَبَؤٌاْ عَظِيمٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏68‏]‏

‏{‏أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ‏(‏68‏)‏‏}‏

‏{‏أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ‏}‏ أي القرآن الذي أنبأتكم به وجئتكم فيه بما لا يعلم إلا بوحي وهو قوله‏:‏

تفسير الآية رقم ‏[‏69‏]‏

‏{‏مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ ‏(‏69‏)‏‏}‏

‏{‏مَا كَانَ لِىَ مِنْ عِلْمٍ بالملإ الأعلى‏}‏ أي الملائكة ‏{‏إِذْ يَخْتَصِمُونَ‏}‏ في شأن آدم حين قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنِّي جَاعِلٌ فِى الارض خَلِيفَةً‏}‏ ‏[‏30‏:‏ 2‏]‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏70‏]‏

‏{‏إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ‏(‏70‏)‏‏}‏

‏{‏إن‏}‏ ما ‏{‏يُوحَى إِلَىَّ إِلاَّ أَنَّمَآ أَنَاْ‏}‏ أي إني ‏{‏نَذِيرٌ مُّبِينٌ‏}‏ بيِّن الإِنذار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏71‏]‏

‏{‏إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ ‏(‏71‏)‏‏}‏

اذكر ‏{‏إِذْ قَالَ رَبُّكَ للملائكة إِنِّى خالق بَشَراً مِّن طِينٍ‏}‏ هو آدم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏72‏]‏

‏{‏فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ‏(‏72‏)‏‏}‏

‏{‏فَإِذَا سَوَّيْتُهُ‏}‏ أتممته ‏{‏وَنَفَخْتُ‏}‏ أجريت ‏{‏فِيهِ مِن رُّوحِى‏}‏ فصار حياً، وإضافة الروح إليه تشريف لآدم والروح جسم لطيف يحيا به الإِنسان بنفوذه فيه ‏{‏فَقَعُواْ لَهُ ساجدين‏}‏ سجود تحية بالانحناء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏73‏]‏

‏{‏فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ‏(‏73‏)‏‏}‏

‏{‏فَسَجَدَ الملائكة كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ‏}‏ فيه تأكيدان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏74‏]‏

‏{‏إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ‏(‏74‏)‏‏}‏

‏{‏إِلاَّ إِبْلِيسَ‏}‏ هو أبو الجنّ كان بين الملائكة ‏{‏استكبر وَكَانَ مِنَ الكافرين‏}‏ في علم الله تعالى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏75‏]‏

‏{‏قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ‏(‏75‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ ياإبليس مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ‏}‏ أي توليت خلقه، وهذا تشريف لآدم فإن كل مخلوق تولى الله خلقه ‏{‏أَسْتَكْبَرْتَ‏}‏ الآن على السجود‏؟‏ استفهام توبيخ ‏{‏أَمْ كُنتَ مِنَ العالين‏}‏ المتكبّرين فتكبرت عن السجود لكونك منهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏76‏]‏

‏{‏قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ‏(‏76‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏77‏]‏

‏{‏قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ‏(‏77‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ فاخرج مِنْهَا‏}‏ أي من الجنة، وقيل‏:‏ من السموات ‏{‏فَإِنَّكَ رَجِيمٌ‏}‏ مطرود‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏78‏]‏

‏{‏وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ‏(‏78‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِى إلى يَوْمِ الدين‏}‏ الجزاء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏79‏]‏

‏{‏قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ‏(‏79‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِى إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ‏}‏ أي الناس‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏80‏]‏

‏{‏قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ‏(‏80‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المنظرين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏81‏]‏

‏{‏إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ‏(‏81‏)‏‏}‏

‏{‏إلى يَوْمِ الوقت المعلوم‏}‏ وقت النفخة الأولى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏82‏]‏

‏{‏قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ‏(‏82‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏83‏]‏

‏{‏إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ‏(‏83‏)‏‏}‏

‏{‏إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المخلصين‏}‏ أي المؤمنين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏84‏]‏

‏{‏قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ‏(‏84‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ فالحق والحق أَقُولُ‏}‏ بنصبهما ورفع الأوّل ونصب الثاني، فنصبه بالفعل بعده، ونصب الأول قيل بالفعل المذكور، وقيل على المصدر‏:‏ أي أحق الحق، وقيل على نزع حرف القسم، ورفعه على أنه مبتدأ محذوف الخبر‏:‏ أي فالحق مني، وقيل‏:‏ فالحق قسمي، وجواب القسم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏85‏]‏

‏{‏لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ‏(‏85‏)‏‏}‏

‏{‏لأَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ‏}‏ بذرّيتك ‏{‏وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ‏}‏ أي من الناس ‏{‏أَجْمَعِينَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏86‏]‏

‏{‏قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ‏(‏86‏)‏‏}‏

‏{‏قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ‏}‏ على تبليغ الرسالة ‏{‏مِنْ أَجْرٍ‏}‏ جُعل ‏{‏وَمَآ أَنَا مِنَ المتكلفين‏}‏ المتقوّلين القرآن من تلقاء نفسي‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏87‏]‏

‏{‏إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ‏(‏87‏)‏‏}‏

‏{‏إِنْ هُوَ‏}‏ أي ما القرآن ‏{‏إِلاَّ ذِكْرٌ‏}‏ موعظة ‏{‏للعالمين‏}‏ للإِنس والجنّ العقلاء دون الملائكة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏88‏]‏

‏{‏وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ‏(‏88‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَتَعْلَمُنَّ‏}‏ يا كفار مكة ‏{‏نَبَأَهُ‏}‏ خبر صدقه ‏{‏بَعْدَ حِينِ‏}‏ أي يوم القيامة، وعلم بمعنى‏:‏ عرف واللام قبلها لام قسم مقدَّر‏:‏ أي والله‏.‏

سورة الزمر

تفسير الآية رقم ‏[‏1‏]‏

‏{‏تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ‏(‏1‏)‏‏}‏

‏{‏تَنزِيلُ الكتاب‏}‏ القرآن مبتدأ ‏{‏مِنَ الله‏}‏ خبره ‏{‏العزيز‏}‏ في ملكه ‏{‏الحكيم‏}‏ في صنعه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏2‏]‏

‏{‏إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ‏(‏2‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ‏}‏ يا محمد ‏{‏الكتاب بالحق‏}‏ متعلق بأنزل ‏{‏فاعبد الله مُخْلِصاً لَّهُ الدين‏}‏ من الشرك‏:‏ أي موحداً له‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏أَلاَ لِلَّهِ الدين الخالص‏}‏ لا يستحقه غيره ‏{‏والذين اتخذوا مِن دُونِهِ‏}‏ الأصنام ‏{‏أَوْلِيَاء‏}‏ وهم كفار مكة قالوا‏:‏ ‏{‏مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرّبُونَا إِلَى الله زُلْفَى‏}‏ قربى مصدر بمعنى تقريباً ‏{‏إِنَّ الله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ‏}‏ وبين المسلمين ‏{‏فِى مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ‏}‏ من أمر الدين فيدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار ‏{‏إِنَّ الله لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ كاذب‏}‏ في نسبة الولد إلى الله ‏{‏كَفَّارٌ‏}‏ بعبادته غير الله‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏4‏]‏

‏{‏لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ‏(‏4‏)‏‏}‏

‏{‏لَّوْ أَرَادَ الله أَن يَتَّخِذَ وَلَداً‏}‏ كما قالوا ‏{‏اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ ولداً‏}‏ ‏[‏26‏:‏ 21 88‏:‏ 19‏]‏ ‏{‏لاصطفى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ‏}‏ واتخذه ولداً غير من قالوا‏:‏ إنّ الملائكة بنات الله و‏{‏عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ‏}‏ ‏[‏30‏:‏ 9‏]‏ ‏{‏المَسِيِحُ ابْنُ اللهِ‏}‏ ‏[‏30‏:‏ 9‏]‏ ‏{‏سبحانه‏}‏ تنزيهاً له عن اتخاذ الولد ‏{‏هُوَ الله الواحد القهار‏}‏ لخلقه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏خَلَقَ السموات والأرض بالحق‏}‏ متعلق بخلق ‏{‏يُكَوّرُ‏}‏ يدخل ‏{‏اليل علىلنهار‏}‏ فيزيد ‏{‏وَيُكَوّرُ النهار‏}‏ يدخله ‏{‏عَلَى اليل‏}‏ فيزيد ‏{‏وَسَخَّرَ الشمس والقمر كُلٌّ يَجْرِى‏}‏ في فلكه ‏{‏لأَجَلٍ مُّسَمًّى‏}‏ ليوم القيامة ‏{‏أَلاَ هُوَ العزيز‏}‏ الغالب على أمره المنتقم من أعدائه ‏{‏الغفار‏}‏ لأوليائه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

‏{‏خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ‏(‏6‏)‏‏}‏

‏{‏خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ واحدة‏}‏ أي آدم ‏{‏ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا‏}‏ حوَّاء ‏{‏وَأَنزَلَ لَكُمْ مّنَ الأنعام‏}‏ الإِبل والبقر والغنم الضأن والمعز ‏{‏ثمانية أزواج‏}‏ من كلِ زوجين ذكراً وأنثى كما بيَّن في سورة ‏(‏الأنعام‏)‏ ‏[‏143‏:‏ 6‏]‏ ‏{‏يَخْلُقُكُمْ فِى بُطُونِ أمهاتكم خَلْقاً مّن بَعْدِ خَلْقٍ‏}‏ أي نطفاً ثم علقاً ثم مضغاً ‏{‏فِى ظلمات ثلاث‏}‏ هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة ‏{‏ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ لَهُ الملك لا إله إِلاَّ هُوَ فأنى تُصْرَفُونَ‏}‏ عن عبادته إلى عبادة غيره‏؟‏

تفسير الآية رقم ‏[‏7‏]‏

‏{‏إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ‏(‏7‏)‏‏}‏

‏{‏إِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ الله غَنِىٌّ عَنكُمْ وَلاَ يرضى لِعِبَادِهِ الكفر وَإِن تَشْكُرُواْ‏}‏ وإن أراده من بعضهم الله فتؤمنوا ‏{‏يَرْضَهُ‏}‏ بسكون الهاء وضمها مع إشباع ودونه‏:‏ أي الشكر ‏{‏لَكُمْ وَلاَ تَزِرُ‏}‏ نفس ‏{‏وازرة وِزْرَ‏}‏ نفس ‏{‏أخرى‏}‏ أي لا تحمله ‏{‏ثُمَّ إلى رَبّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور‏}‏ بما في القلوب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏8‏]‏

‏{‏وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ‏(‏8‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِذَا مَسَّ الإنسان‏}‏ أي الكافر ‏{‏ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ‏}‏ تضرّع ‏{‏مُنِيباً‏}‏ راجعاً ‏{‏إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً‏}‏ أعطاه إنعاماً ‏{‏مِّنْهُ نَسِىَ‏}‏ ترك ‏{‏مَا كَانَ يَدْعُو‏}‏ يتضرّع ‏{‏إِلَيْهِ مِن قَبْلُ‏}‏ وهو الله، فما في موضع من ‏{‏وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً‏}‏ شركاء ‏{‏لِيُضِلَّ‏}‏ بفتح الياء وضمها ‏{‏عَن سَبِيلِهِ‏}‏ دين الإِسلام ‏{‏قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً‏}‏ بقية أجلك ‏{‏إِنَّكَ مِنْ أصحاب النار‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏9‏]‏

‏{‏أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ‏(‏9‏)‏‏}‏

‏{‏أَمَّنْ‏}‏ بتخفيف الميم ‏{‏هُوَ قانت‏}‏ قائم بوظائف الطاعات ‏{‏ءَاناءَ اليل‏}‏ ساعاته ‏{‏ساجدا وَقَائِماً‏}‏ للصلاة ‏{‏يَحْذَرُ الاخرة‏}‏ أي يخاف عذابها ‏{‏وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ‏}‏ جنة ‏{‏رَبَّهِ‏}‏ كمن هو عاصٍ بالكفر أو غيره‏؟‏ وفي قراءة «أَمْ مَنْ» فأم بمعنى بل والهمزة ‏{‏قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الذين يَعْلَمُونَ والذين لاَ يَعْلَمُونَ‏}‏ أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل ‏{‏إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ‏}‏ يتعظ ‏{‏أُوْلُواْ الألباب‏}‏ أصحاب العقول‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏قُلْ ياعبادالذين ءَامَنُواْ اتقوا رَبَّكُمْ‏}‏ أي عذابه بأن تطيعوه ‏{‏لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِى هذه الدنيا‏}‏ بالطاعة ‏{‏حَسَنَةٌ‏}‏ هي الجنة ‏{‏وَأَرْضُ الله وَاسِعَةٌ‏}‏ فهاجروا إليها من بين الكفار ومشاهدة المنكرات ‏{‏إِنَّمَا يُوَفَّى الصابرون‏}‏ على الطاعة وما يبتلون به ‏{‏أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ‏}‏ بغير مكيال ولا ميزان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏11‏]‏

‏{‏قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ‏(‏11‏)‏‏}‏

‏{‏قُلْ إِنّى أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله مُخْلِصاً لَّهُ الدين‏}‏ من الشرك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ‏(‏12‏)‏‏}‏

‏{‏وَأُمِرْتُ لأَنْ‏}‏ أي بأن ‏{‏أَكُونَ أَوَّلَ المسلمين‏}‏ من هذه الأُمَّة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ‏(‏13‏)‏‏}‏

‏{‏قُلْ إِنِّى أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبّى عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏قُلِ الله أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِى‏}‏ من الشرك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏15‏]‏

‏{‏فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ‏(‏15‏)‏‏}‏

‏{‏فاعبدوا مَا شِئْتُمْ مّن دُونِهِ‏}‏ غيره، فيه تهديد لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون الله تعالى ‏{‏قُلْ إِنَّ الخاسرين الذين خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ القيامة‏}‏ بتخليد الأنفس في النار وبعدم وصولهم إلى الحور المعدَّة لهم في الجنة لو آمنوا ‏{‏أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الخسران المبين‏}‏ البيِّن‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏16‏]‏

‏{‏لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ‏(‏16‏)‏‏}‏

‏{‏لَهُمْ مّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ‏}‏ طباق ‏{‏مّنَ النار وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ‏}‏ من النار ‏{‏ذلك يُخَوِّفُ الله بِهِ عِبَادَهُ‏}‏ أي المؤمنين ليتقوه يدل عليه ‏{‏ياعبادفاتقون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏والذين اجتنبوا الطاغوت‏}‏ الأوثان ‏{‏أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُواْ‏}‏ أقبلوا ‏{‏إِلَى الله لَهُمُ البشرى‏}‏ بالجنة ‏{‏فَبَشِّرْ عِبَادِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏18‏]‏

‏{‏الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ‏(‏18‏)‏‏}‏

‏{‏الذين يَسْتَمِعُونَ القول فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ‏}‏ وهو ما فيه فلاحهم ‏{‏أولئك الذين هَدَاهُمُ الله وأولئك هُمْ أُوْلُواْ الألباب‏}‏ أصحاب العقول‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ العذاب‏}‏ أي ‏{‏لأَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ‏}‏ ‏[‏119‏:‏ 11‏]‏ الآية ‏{‏أَفَأَنتَ تُنقِذُ‏}‏ تخرج ‏{‏مَن فِى النار‏}‏ جواب الشرط وأقيم فيه الظاهر مقام المضمر والهمزة للإِنكار، والمعنى لا تقدر على هدايته فتنقذه من النار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏20‏]‏

‏{‏لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ‏(‏20‏)‏‏}‏

‏{‏لَكِنِ الذين اتقوا رَبَّهُمْ‏}‏ بأن أطاعوه ‏{‏لَهُمْ غُرَفٌ مّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار‏}‏ أي من تحت الغرف الفوقانية والتحتانية ‏{‏وَعْدَ الله‏}‏ منصوب بفعله المقدّر ‏{‏لاَ يُخْلِفُ الله الميعاد‏}‏ وعده‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏21‏]‏

‏{‏أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ‏(‏21‏)‏‏}‏

‏{‏أَلَمْ تَرَ‏}‏ تعلم ‏{‏أَنَّ الله أَنزَلَ مِنَ السماء مَاء فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ‏}‏ أدخله أمكنة نبع ‏{‏فِى الأرض ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ‏}‏ ييبس ‏{‏فَتَرَاهُ‏}‏ بعد الخضرة مثلاً ‏{‏مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حطاما‏}‏ فتاتاً ‏{‏إِنَّ فِى ذَلِكَ لذكرى‏}‏ تذكيرا ‏{‏لاِوْلِى الألباب‏}‏ يتذكرون به لدلالته على وحدانية الله تعالى وقدرته‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏أَفَمَن شَرَحَ الله صَدْرَهُ للإسلام‏}‏ فاهتدى ‏{‏فَهُوَ على نُورٍ مّن رَّبّهِ‏}‏ كمن طبع على قلبه‏؟‏ دلَّ على هذا ‏{‏فَوَيْلٌ‏}‏ كلمة عذاب ‏{‏للقاسية قُلُوبُهُمْ مّن ذِكْرِ الله‏}‏ أي عن قبول القرآن ‏{‏أُوْلَئِكَ فِى ضلال مُّبِينٍ‏}‏ بيِّن‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏23‏]‏

‏{‏اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ‏(‏23‏)‏‏}‏

‏{‏الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الحديث كتابا‏}‏ بدل من أحسن أي قرآناً ‏{‏متشابها‏}‏ أي يشبه بعضه بعضاً في النظم وغيره ‏{‏مَّثَانِيَ‏}‏ يُثَنَّى فيه الوعد والوعيد وغيرهما ‏{‏تَقْشَعِرُّ مِنْهُ‏}‏ ترتعد عند ذكر وعيده ‏{‏جُلُودُ الذين يَخْشَوْنَ‏}‏ يخافون ‏{‏رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ‏}‏ تطمئنّ ‏{‏جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلى ذِكْرِ الله‏}‏ أي عند ذكر وعده ‏{‏ذلك‏}‏ أي الكتاب ‏{‏هُدَى الله يَهْدِى بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏24‏]‏

‏{‏أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ ‏(‏24‏)‏‏}‏

‏{‏أَفَمَن يَتَّقِى‏}‏ يلقى ‏{‏بِوَجْهِهِ سُوءَ العذاب يَوْمَ القيامة‏}‏ أي أشدّه بأن يلقى في النار مغلولة يداه إلى عنقه كمن أمن منه بدخول الجنة ‏{‏وَقِيلَ للظالمين‏}‏ أي كفار مكة ‏{‏ذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ‏}‏ أي جزاءه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏25‏]‏

‏{‏كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ‏(‏25‏)‏‏}‏

‏{‏كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِمْ‏}‏ رسلهم في إتيان العذاب ‏{‏فأتاهم العذاب مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ‏}‏ من جهة لا تخطر ببالهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏26‏]‏

‏{‏فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ‏(‏26‏)‏‏}‏

‏{‏فَأَذَاقَهُمُ الله الخزى‏}‏ الذلّ والهوان من المسخ والقتل وغيره ‏{‏فِي الحياة الدنيا وَلَعَذَابُ الأخرة أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ‏}‏ أي المكذبون ‏{‏يَعْلَمُونَ‏}‏ عذابها ما كذبوا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏27‏]‏

‏{‏وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ‏(‏27‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَقَدْ ضَرَبْنَا‏}‏ جعلنا ‏{‏لِلنَّاسِ فِى هذا القرءان مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ‏}‏ يتعَّظون‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏28‏]‏

‏{‏قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ‏(‏28‏)‏‏}‏

‏{‏قُرْءَاناً عَرَبِيّاً‏}‏ حال مؤكدة ‏{‏غَيْرَ ذِى عِوَجٍ‏}‏ أي لبس واختلاف ‏{‏لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ‏}‏ الكفر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏29‏]‏

‏{‏ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ‏(‏29‏)‏‏}‏

‏{‏ضَرَبَ الله‏}‏ للمشرك والموحِّد ‏{‏مَثَلاً رَّجُلاً‏}‏ بدل من مثلاً ‏{‏فِيهِ شُرَكَاءُ متشاكسون‏}‏ متنازعون سيئة أخلاقهم ‏{‏وَرَجُلاً سَلَماً‏}‏ خالصاً ‏{‏لّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً‏}‏ تمييز‏:‏ أي لا يستوي العبد لجماعة والعبد لواحد، فإنّ الأوّل إذا طلب منه كل من مالكيه خدمته في وقت واحد تحيَّر فيمن يخدمه منهم وهذا مثل للمشرك، والثاني مثل للموحِّد ‏{‏الحمد للَّهِ‏}‏ وحده ‏{‏بَلْ أَكْثَرُهُمْ‏}‏ أي أهل مكة ‏{‏لا يَعْلَمُونَ‏}‏ ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون‏.‏